الســــــــــلام عــلــيــكــــــم ورحـــمـــــــة الله وبــــــركـــــــاتــــــــــــــــــــــــه : بســــــم الله والــصـــلاة والــســــلام عــلــــى مـــن والاه. . .
إن الــحــمـــد لله , نـــحــمــده , ونــســتــعــيــنــه , ونــســتــغــفــره , ونــســتــهــديـــه , ونــعــوذ بــالله مـــن شـــرور أنــفــســنــا , ومــن ســيــئــات أعــمــالــنــا , مـــن يـــهـــده الله فــــلا مـــضــــل لــــه ومــــن يــضــلــل فــلا هـــادي لــه , وأشــــهد أن لا إلـــه إلا الله وحـــده لاشـــريــك لـــه وأشـــهــد أن مــجــمــداً عــبـــده ورســــولـــه صــلـــى الله عــلــيــه وعــلـــى آلـــه وأصـــحــابــه , ومــن إهـــتـــدى وعــمــل بــســنــتــه إلــى يـــوم الــديــن وســلــم تــســــلــيــمـــاً كــثــيــرا . . .
أمــــــا بــــعــــــــــــد : يــنــبــغــي لـك أخــي الـمـســلــم أن تــقــف وقــفــة صــادقــــة تــحــاســــب فــيــهــا نــفــســك , وتــراقــب فــيــهــا ربــك , وتــعــدل فــيــهــا مســيــرتـــك إلـــى الله , فــتــتــحـــول مــن الــغــفــلــــة إلـــى الــيــقــظــة , ومــن الــكــســل إلــى الــجــد والــنشــاط , ومــن الــتــكــالـــب عــلــى الــحــيــاة إلــى الــمــســارعـــــة إلــــى الآخـــــرة . . . .
ولـــتــعـــلــــم ياعــــبـــــد الله أنــك الآن فـــــوق الأرض وغــــداً ســـتــصــيــر تــحـــت الأرض . . . . . . .
مـــالـــــي رأيـــتــــــك تـــــطــــمـــئـــــن إلــــــى الــــحـــيــــاة وتــــركــــــنُ . . .
يـــــاســـــــاكـــــن الـــحـــــجـــــرات مــــا لــــك غــــيـــر قــبــرك مســـــكن . . .
فـــالــــيـــــــوم أنـــــت مـــكــــــــاثــــــــر ومـــفـــــاخـــــر تـــــتـــــــزيــــــــن . . .
وغــــــــداً تــــــــصــــيــــــر إلـــى الـــــتــــــراب مــــحـــنــــط ومــــكـــفــــــن . . .
أحـــدث لـــــربـــــــــك تـــــــوبـــــــــــة فســـــبــيـــلــهـــا لـــك مــمــكـــــن . . .
فـكــأن شــخــصــك لــم يـــــكـــــــن فـــــي الـــنــاس ســــاعــة تـــدفــــن . . .
وكـــــــأن أهـــــلــــــك قـــــد بــــــكـــــوا جـــــزعـــــاً عــــلــيــك ورنـــــنــــوا . . .
فــــإذا مـــضــــــى لــــك جـــمــــعــــــة فـــكـــأنــــهـــم لـــــم يـــحــزنـــــوا . . .
والــــنــــــاس فــــي غــفـــلاتـــهــــم ورحـــى الـــمـــنـــيـــة تــــطـــحـــــن . . .
ياعــــبــــد الله : تــذكــر نــفــســك وأنــت عــلـــــى فــــراش الــمــوت وحــولــك الأهــل والأصــحــاب , والإخــوان والأحــبــاب لــكــنــم لا يــمــلــكـــون لــك حــــولا ولا طـــــولا , لايــمــلــكـــون لــك نـــفــعـــاً ولا ضـــراً , وأنــت تـــودع الــدنــيـــا بــنــظــرات , وتـــودع أطـــفـــالـــك الـــصـــغـــار وأهــلـــك وعشـــيــرتـــك . . فـــي ســـــاعــــة الـــفـــراق , وكـــأنــــــك تــــقـــول لــهــم : يا أهـلــي يا أبــنــائـــي عــمــرت فـــي الــدنــيــا طـــويـــلاً وجــمــعـــت الـــمــال مـــن حــــله وحــــرامــــه , وبــنــيــت الــــدور وســـكــنــت الـــقــصــور , ثــــم هــا أنــا أرحــل عــنــهـــا , لا آخـــذ مــعــي شــيـئــاً . . .
ثــم تـــذكـــر نــفــســك وأنــت مســجـــى عــلـــى فـــراش الــمــوت وحــولــك الأطــبــاء والأحــبـــاء والأعـــزاء , يــمــد أحــدهــــم يــــده إلـــى أنــفــك لــيـتـيـقــن مــن تـــردد نـفـســـك , ويــــضع أحــدهـــم يــده عـلـــى صـــدرك لـيـتحـقــق مــن ضــربــات قــلــبــك , ولــكـــن هــيــهـــات لــقــد تــــوقـــف الـــنــفـــس , وســكـــن الـقـلـب , وشــخــصــت الــعــيــنــان , وامـــتــدت الـــرجـــــلان ,
{ وجـــاءت ســــكرة الـــمـــــوت بالـــحــــق ذلـــك مـــاكـــنــت مــنــه تـــحــيــد }
يــقــلبـونــك عــلــى بــطــنــك فـــلا تســـتــطــيــع أن تــعــتــدل , وأخــرى على ظــهرك فــــلا تـتـحــرك , وســـالت الـدمــوع مــن حـــولـــك , بــكــى أبــنــــاؤك وحــزن أصـــدقــاؤك , وقــامـــوا لــيشـــتـــروا لــك الــكـفــن ويــســـخــنــوا لــك الــمــاء لـيغــســــلــوك ويـــجــهـــزوك , وفـــي الـــتـــراب يــــضـــعـــوك , وفـــي حــفـــرة ضــــيـــقــــة يــــتـــركــــــــــوك ,
_ ثــم تـــذكــر نــفســـك وأنـــت عــلـــى خـشـــبــة الـغــســل مــوضـــــوع ,
_أيــــن يـــداك الـقـويـتـان اللـتــــان كــنــت تـــبــطـــش بــهــمـــا فـــي الـــدنــيا؟ قــــــــــد مــــاتـــــتـــا
_أيـــن رجــلاك الــقــويــتـــان الــلـــتـــان كــنـــت تــــمــشــــي بـــهــمــا فــــي الــدنـــيـــا ؟ قــــــد ضــــعـــفـــتــــا .
_ أيـــن عــيــنـــاك الــجـــمــيـــلـــتـــان الــلــتــان كــنــت تـــنــظـــر بــهــمــا فـــي الـــدنـــيـــا ؟ قــــد عـــمــيــتــا .
_أيـــن لـســانــك الــذي كــان لايــفــتــر مــن الــكــلام , والســخــريــــة والإســـتــهــزاء ؟ قـــد يــــبــــس .
_أيـــن بــطـــنـــك الــذي إمــتــلــــئ مــمــا لـــذ وطـــاب ؟ قـــد خــنـــع .
_أيـــن قـــــوتـــــك . . . أيــــن ســــلــطـــانـــك . . . أيـــن جـــاهــــــــــك ؟. . . _أيـــــن عـمـاراتــك . . . أيــــن تـــجــــاراتـــــــك ؟. . .
_أيــــن عـــــــــزك . . . أيـــــن أنـــــــت , وإلــــــى أيـــــن ذاهــــــــــــــب ؟ . . . { إلــــــــــــــــــى ربـــــــــــك يــــــــومـــــئـــــــــذ الـــــــمــــســـــــــــــــــــــاق } أتــيــت الــقــبــور فـنـاديــتـهـــا فــأيــــن الــمــعـــظـــم والــمــحــتــقـــر . . .
وأيــــن الـمــــدل بـســلـطـانـــه وأيــن الــعـــظــيـــم إذا مــا إفــتــخــــر . . .
تــفــانـــوا جـمــيــعــــاً فــمـــا مـخـبــر ومــاتــوا جـمـيـعـاً ومــات الـخـبـر . . .
فـيــا ســـائــلــي عــن أنــاس مـضــوا ألا لــك فــيــمــا مـضــى مـعـتـبـر . . . فـابـدأ مــن الآن :
_ حــافــظ عــلـــى الــصـــــــــلــوات فــ،ـي جــمــاعــــــة . . .
_ إحــفــظ لــســـانـــك مــن الــغــيــبــة والــنــمــيـــمـــة . . .
_ صــحــح عــقــيـــدتــــك . . . تــــب إلــى ربــــك . . . عــد إلــى رشـــدك . . . جــدد إيــمــانـــك . . . غـــض بـــصــرك . . . طــهـــر بـــطــنــــك . . . قـــــم فــــي ثـــلـــث الـــلــيـــل الآخـــــر . . . وإســــجــد لـــربـــك . . . وإشــــك ذنــبـــــك . . . وأظـــهــــر ذلــــك . . . وارتـــــم عــلــــى أعـــتـــابــــه فـــإنــــه كـــريـــم لايــــرد داعــيــــاً, ولا يـــطــــرد مســـتــغــيــثــاً . . .
يـــارب إذا عــظــمــت ذنــــوبــــي كــثـــرةً فـــلــقــد عــلــمـــت بــــأن عـــفــــوك أعــــظـــــم . . .
إن كـــــان لايــــرجــــوك إلا مــحــســــن مــــــن ذا الــــذي يــدعــــــو ويــرجـــــو الــمــجـــرم . . .
مــالــــي إلــيــك وســيـــلة إلا الـــرجـــا وجـــمــيـــــل عــفـــــــوك ثــــم أنــــــي مســلـــــم . . .
الـلــهـــم إســتــر عــيــوبــنا , وإغــفــر ذنـــوبـــنـــا , وطــهــر قــلــوبــــنــا , ونــق ضــمــائـــرنا . . . وهــــذب أخـــلاقــنــا , وقـــو إيـمـــانــنـــا , وســــدد عــنــد الســــؤال جــوابــنـــا , وإلـــى عــمــل أهـــــل الــجــنــة أهـــــدنا , وتــــوفــنــا وأنـــت راض عـنــا , وإحــشـــرنا فــي زمــرة نــبــيــنــا مــحــمــد صــلــى الله عــلــيــه وآلــــــه وســــلـــــــم. . . . . . وســبــحــانــــك الــلــهــم وبــحــمــدك أشــهــد أن لا إلــه إلا أنــت أســــتــغـــفـــرك وأســــتــغـــفـــر لإخـــوانـــــــي وأخــــــواتــــــي من قـــــــرأ رســـالــتــــــي وصــلــى الــلــهـــم عــلـــى حــبــيــبــك الــمــصــطــفــى مــحــمــد (ص) . . . وأتوب إليك . . . ولا تــحــرمــنــا شــفــاعــــتــــــه . . . .
"" مـــــنــــقـــــــــــــــــــــــــــــــــو ل""
إخــــــــوانــــــــــــــــي و أخــــــــواتـــــــــــــــي الــكــــرام إن ربــــــي قــــريـــب مــجــيــب دعـــــوة الـــداعـــــي فــالــنــحــاســــــب أنــفــســنــــا قـــبــــل أن نــــحـــاســــب وحـســــاب الله عســــير . . . . . وفــقــنــا الله إلــى مافــيــه الــخــيــر ودمــتــــم ســــالــمــيـــــن والـــحــمـــد لله رب الـعــالـمـــيــن . . . . أخــتــكــم فـــي الله الـــعــيـــون الســـــود . . . . .
لــيــس مـــن الـــضـــروري الــــرد عــلــــى الــمــوضــــوع ولــــكن الأهم أن نــــقـــرئـــه عـــلــه يـــجــد الــفـــائــــدة وتـــــقـــبـــلـــوا . . . تــــحــيــــاتـــــــــــــــــــــــــــــي وفــــائـــــق إحـــتــــرامـــــاتـــــــــــــــــــي