السلام عليكم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسيل محمد صلى الله عليه و سلم
أما بعد
فهذا كلام قيم يكتب بماء الذهب لفضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني و قد قاله في برنامج على قناة خير الفضائية
قال الشيخ حفظه الله مجيبا عن السؤال : ماهي الفرقة الناجية و ماهي مواصفاتها
ثبث على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
افترقت اليهود على أحدى و سبعين فرقة..وافترقت النصارى على ثنتين و سبعين فرقة..وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة...قالوا من
هي يا رسول الله قال ما عليه اليوم أنا و أصحابي؛
فهذا الحديث كاشف للفرقة الناجية التي هي أهل السنة و الجماعة..وأنا في الحقيقة أود أن أشرح المحنة التي لا يشعر بها كثير من الناس..ألا وهي محنة طلب الحق في وسط الأهواء....؛
إن النبي صلى الله عليه و سلم أعلمنا أنه في آخر الزمان يمر الحي على قبر الميت فيقول ياليتني مكانك ...وما علمنا أن الموت كا لأمنية لأحط قط
كفى بك داءا أن ترى الموت شافيا****وحسب المنايا أن يكن أمانيا
لأن أعلى شيئ يمتلكه الإنسان في حياته هو الدين..فأصعب ما يمر به المرء أن تختلط المناهج ولا يستطيع أن يحدد طريق الحق
أنا أشبه مثلا الثلاث وسبعين فرقة بثلاث و سبعين بابا...على كل باب داعية مفوه صاحب حجة يدعو الناس..يقول أنا صاحب الباب الوحيد...لو دخلت من عندي ستجد الجنة في منتهاه...وقد يكون صاحب البدعة ذا لسان قوي وصاحبة حجة وصاحبة عبادة؛
عندنا مثلا في التراجم : عمر بن عبيد...عمر بن عبيد هذا كان يجمع خمسة ألوان من البدعة...كان عنده تهجم ..وكان عنده اعتزال ..وكان يسب الصحابة....ومع ذلك المنصور كان يخضع لفرط زهده و عبادته...وكانت علامة الصلاة في وجهه كركبة العنز...فقد كان عنده تأله وعنده تجافي عن الدنيا...فكان المنصور أذا رآه يقول : كلكم طالب صيد..كلكم يمشي رويد غير عمر بن عبيد
والخوارج ليس وصفهم عنا ببعيد...قال النبي صلى الله عليه وسلم
إنه يخرج من ضئضئ هذا أقوام يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم وصيامه إلى صيامهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكلام لأبي بكر وعمر و عثمان و علي وعبد الرحمن وعبيدة...فهؤلاء المبشرين بالجنة يحقرون عبادتهم أمام عبادة هؤلاء المذكورين في الحديث وهم الخوارج...؛
فاليوم الرجل يمشي ليس له علامة الباب الوحيد ويريد أن دخل الجنة....كيف ذلك؟ فعلامة الباب الوحيد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم في كلمة واحدة في الحديث المذكور في بداية الكلام...قال :ما عليه اليوم أنا و أصحابي....كلمة اليوم تعني القرن الأول ...؛
والنبي صلى الله عليه وسلم زكى الثلاث القرون الأولى كما في حديث عمران ابن حصين...قال عليه الصلاة والسلام خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
فالقرن الثاني و الثالث على وزان الأول ...إذن نجاة المسلمين في الثبات على القرن الأول..ومعرفة السيرة العملية لهذا الجيل الفريد الأول الذي نسج على منواله الجيل الثاني و الثالث...؛
إذن أهل السنة و الجماعة هم أتباع القرن الأول
لماذا القرن الأول....؟
الذي ينظر في سيرة الصحابة رضي الله عنهم يرى الدين سهلا...فقد حصل نوع من تصعيب العبادة لما دخل زهد أهل البصرة..وأنهم كانوا يصعقون إذا سمعوا القرآن مثلا...نحن ما علمنا هذا في الصحابة
قال الله عز وجل وقد تكفل لنا:" وما جعل عليكم في الدين من حرج"؛
والآية تعني أنه ليس هناك حرج البتة في دين الله عز وجل لكن بشرط أن يؤخذ من المنبع الأول
فمن أراد البحر استقل السواقي
ونحن نقول دائما خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ...لا تجد أيسر منه ولا أسهل...واتباع طريقه واجب بإجماع المسلمين..و أنه لا يجوز خلافه صلى الله عليه وسلم في دقيق و لا جليل
انتهى كلام الشيخ
وقد نقلته بشيئ طفيف من التصرف فقط لأجل المعنى
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات